السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... .
مساء الخير ... عساكم طيبين مرتاحين متونسين بليالي رمضان الجميلة ... إليكم خاطرة اليوم :
الشيخ سلطان العمري ...
ما أجمل رمضان حينما نستجيب للرحمن في ترك المفطرات؛ ابتغاء مرضات الله، وامتثالاً لأمره, ولكن يا تُرى أليس هناك إمساك آخر، وصيام آخر؟!
الجواب: بلى والله، إن هناك إمساكًا وصيامًا يتعلق بالقلوب والسرائر، نعم.. إنه صيام القلب، وإمساكه عن المحرمات والآثام التي نهانا الله عنها.
إنه صيام القلب عن الحقد والغل والغش والبغضاء، فهنيئًا لقلب صائم عن هذه الأخلاق الذميمة! ويا فوز ذلك القلب الذي امتلأ بحب الرحمن والإنابة إليه ودوام التعلق به والرغبة والفرار إليه!
إن من العجيب -والله- أن نجاهد أنفسنا عن الإمساك عن الطعام والشراب، ونغفل عن الإمساك عن ذنوب القلب وشهواته المحرمة.
ألم تعلم بأن الذي يرانا لو أفطرنا في نهار رمضان هو الذي يرى ويعلم ما في قلوبنا {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ} [الأحزاب: 51]؟!
فيا من صام عن الطعام ليصم قلبك عن كل سوء، ولتطهر روحك ولتسمو بنفسك عن كل عيب؛ لعل الله أن يغفر ذنبك، ويستر عيبك، ويرفع ذكرك.
المصدر: موقع يا له من دين.