السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... .
أسعد الله أيامكم بالطاعات ... وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .... .
هانحن اليوم في يومنا الرابع من هذا الشهر الكريم ، رغم تذكري لليلة الأولى ... وهذا يدلّ على سرعة الأيام في انقضائها ، فتذكرت حقًا ( رمضان العام الفائت ) ... فابتهلت إلى الله أن يبلغنا رمضان أعوامًا عديدة وأن يجعلنا فيه من المقبولين .... إليكم خاطرة اليوم : تذكر .. لعله آخر رمضان .... .
كنا في العام الماضي في مثل هذه الأيام.. نرقب شهر الصوم ونتحراه، ثم ماذا؟!.. عام كامل بأيامه ولياليه قد قوَّض خيامه.. وطوى بساطه.. وشدَّ رحاله.. بما قدمنا فيه من خير أو شر.
وصدق الله {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} [النساء: 122]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87]، {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 140].
قال ابن كثير -رحمه الله-: "تمر بنا الأيام تترى، وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر".
إنَّ الدقائق والثواني التي ذهبت من أعمارنا لن تعود، ولو أنفقنا جبال الأرض ذهبًا وفضة.. واعلم أنَّ
الأنفاس معدودة، والآجال محدودة.
واعلم أيضًا أن من أعظم نِعم الله عليك أن مدَّ في عمرك، وجعلك تدرك هذا الشهر العظيم.. فكم غيَّب الموت من صاحب!! ووارى الثرى من حبيب!!.
تذكر من صام معنا العام الماضي.. وصلى العيد.. ثم أين هو الآن بعد أن غيبه الموت؟!..
اجعل لك من هذا الحديث نصيبًا، قال : "اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك".
المصدر: محاضرة (غربة صائم) للشيخ خالد الراشد.