السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............ .
مساء الود والخيرات والبركات عليكم أجمعين ... ياعسى صومكم مقبول ... وعسانا وإياكم من عتقاء هذا الشهر من النار ... اللهم آمين ... .
خاطرة اليوم أعجبتني كثيرًا ؛ ولا عجب ، فهي بقلم الإمام الكبير ابن الجوزي - رحمه الله- صاحب كتابه المشهور ( صيد الخواطر ) ، تأمل خاطرته وكيف اعتباره لرمضان بأنه رسولٌ أتى من الله ، فما حالك مع هذا الرسول ؟!.
قال - رحمه الله - :
قيل مثل هذا الشهر كمثل رسولٍ أرسله سلطان إلى قوم، فإن أكرموا شأنه وعظموا مكانه وشرفوا منزلته وعرفوا فضيلته، رجع الرسول إلى السلطات شاكرًا لأفعالهم، مادحًا لأحوالهم، راضيًا لأعمالهم، فيحبهم السلطان على ذلك، فيحسن إليهم كل الإحسان.
وإن استخفوا برعايته وهونوا لعنايته، ولم ينزلوه منزلته من الإكرام، وفعلوا به فعل اللئام، فيرجع الرسول إلى السلطان وقد غضب عليهم من قبيح أفعالهم وسيئ أعمالهم، فيغضب السلطان لغضبه.
كذلك يغضب الله I على من استخف بحرمة شهر رمضان.
فيا أيها الإنسان، هذا شهر رمضان شهر التوبة والغفران، وهو رسول من عند الملك الديان، فمن أكرمه منكم حقيقة الإكرام، وحفظ فيه لسانه من قبيح الكلام، وبطنه من أكل الربا والحرام وأموال الأرامل والأيتام، غفر له الملك العلام، وأدخله الجنة مع محمد عليه الصلاة والسلام.
المصدر: كتاب (بستان الواعظين ورياض السامعين) لابن الجوزي (ت 597هـ)