جميل أن تشعر أن معك أنسان يتقبله شعورك...
] ولكن الأجمل [
أن يتقبل هو هذا الشعور.
جميل أن يبادلك من معك الاحاسيس والمشاعر ...
] ولكن الأجمل [
أن يعمر هذا التبادل.
جميل أن تسمع من معك يناديك حبيبي في حضورك...
] ولكن الأجمل [
أن تسمع أنه ناداك بها في غيابك.
جميل أن تلعب دور الحنون لتكسب من معك...
] ولكن الأجمل [
أن تكسب من معك لأنك فعلاً حنون .
جميل أن تكذب لتتجمل في عين من معك...
] ولكن الأجمل [
أن تصدق لكي لا تقع من عينه.
جميل أن ينسى من معك العالم بين يديك...
] ولكن الأجمل [
أن يذكر لمسة يديك في زحمة العالم.
جميل أن يبكي من معك شوقاً إليك...
] ولكن الأجمل [
أن يبكي فرحاً بلقائك.
جميل أن ترسم ألف لوحه ولوحه...
] ولكن الأجمل [
أن ترسم أبتسامة وسط الدموع على وجه من تحب.
البـــــــارت الأول
:ليــــــــــــــلى ... ليــــــــــــــلى قومي
صحيت على صوت أمي العالي اللي تعودت عليه
فتحت عيوني بكسل و جيت ابقوم شفت امي تجلس على طرف السرير ...وحسيت ان وجهها متغير وكأنها كانت تبكي
واللي استغربت منه ابوي اللي واقف بعيد عند الباب ويناظرني ....بنظرات مبهمه
قلت لامي :خير يمه ........ في شئ؟!!
امي بجمود:قومي صلي الصلوات اللي فاتتك وتعالي في موضوع بنكلمك فيه انا وابوكي.
ماستغربت نبرة الجمود في صوت امي لانها دايماً
جافة معانا على عكس ابوي اللي كان يذوب حنان لنا
دخلت الحمام واخذت شاور سريع وانا افكر ايش ذا الموضوع اللي امي وابوي يبغوني فيه.....يمكن موضوع الشغل ...انا اشتغل ممرضة
وامي تكره شغلتي ....لانه وعلى حسب كلامها اللي تشتغل ممرضة ماتتزوج...ههههههه احسن اصلاً انا ماابغى اتزوج ابغى اقعد مع بابا طول العمر ....
خرجت من الحمام والافكار تاخذني وتجيبني
وبعد ماصليت اللي فاتني من الصلوات خرجت ادور امي وابوي لقيتهم بالصالة يتقهوون
والهم واضح على وجيههم
الوضع مـا يطمن..وأحس بمصيبه ..!!
لا ما اتشائم..بس هذا شعوري..
يمكن فراق.. وهم .. } ودنيا كئيبه ..
.. }ودنيا كئيبه .... }ودنيا كئيبه ..
قلت وانا اقعد جنب ابوي:مساء الخير لاحلى اب وام في الدنيا
كملت وانا اتلفت حولي بأستغراب:غريبة البيت هادي... وين البنات والعيال؟
امي:اتركي عنك اخوانك ...وخلينا في موضوعك
بلعت ريقي بصعوبة وانا احس ان الموضوع جدي وخطير
امي:قبل فترة جاء لابوك في الدوام رجال من نجد اسمه عبدالعزيز.....وسكتت فترة......
وبعدين كملت: يقول انه قبل عشرين سنة جاء هو وحرمته للطائف وهي كانت حامل
وجاها الطلق ووداها لمستشفى الولادة وبنفس الوقت كنت انا في المستشفى ابولد فيكي.
كأن معالم الموضوع بدأت توضح لي ...حسيت ان في غشاوة على عيوني ....وصدري يضيق ...واللي قهرني سكوت امي
قلت بقهر :كملي ليش سكتي
امي بحيرة:ماادري كيف صارت ...المهم بدلوا المواليد
وقالو للحرمه ان بنتها ماتت وانتي جابوكي لي
والحقيقة ان بنتي اللي ماتت وانتي جابوكي لي بالغلط
هنا حسيت ان الغرفة ضيقة و ماعاد فيها اوكسجين
حاولت اتكلم وانا اسحب نفس عميق: وانتم صدقتوه....التفت لابوي وقلت: انت صدقته اكيد يكذب والا ايش اللي عرفه بعد عشرين سنة بان بنته ماماتت وإني انا بنته
ابوي:ليلى انتي تعتقدين انك رخصية عندي
انا مافاتحتك في الموضوع الا و انا متأكد إنك بنته ...
انا ماادري كيف عرف او كيف وصل لعنوان البيت
بس انا متأكد انك بنته...
ليلى بحيرة:طيب ليه انت متأكد اني بنته؟
نزل ابوي راسه وقالت امي:قبل يومين يوم اخذك ابوكي للمستشفى علشان نشوف سبب الصداع اللي يجيكي بعض الاحيان
كملت عنها بعصبية:وقلتم انكم خايفين علي ولازم تسوون التحاليل علشان تتطمنون علي
وفي الحقيقة انكم تبغون تتأكدون اني بنتكم او لا.
ماردوا علي وجلسو ساكتين فترة
قمت وانا احس اني مخدره
..وماحسيت اني جرحتهم بكلامي لاني تحت تأثير الصدمة
....
التفت على صوت ابوي اللي واضح فيه الانكسار والضعف:ليلى انتي باقي بنتي لاتنسين امك اللي رضعتكي وابوكي اللي رباكي.. عارف صعب انك تستوعبين اللي صار بس ..........لاتكسريني ياليلى
كلمته الاخيرة اوجعتني حيل وتداركت الكلام اللي قلته
واني جرحته.......... رحت له ورميت نفسي في حضنه وهو حضني وشد علي وكأنه يبين لي انه لايمكن يتركني او يفرط فيني...........بعد فترة قصيرة وانا في حضن ابوي ابكي وهو يمسح على شعري......... قمت وانا امسح دموعي
كمل ابوي:ابو فراس (عبد العزيز)بيجي هو وولده فراس بعد المغرب ابغاك تتجهزين علشان تقابلينهم
قمت من عندهم وانا اقول:انشاء الله.
دوم أنا أبقى قويه .. بـس أحـس بإنكسـار
تدري وش يعني شموخٍ داخله يبقى ...} كسير ؟؟ ~...} كسير ؟؟ ~...} كسير ؟؟ ~
وصلت لغرفتي وفتحت الباب وصدمني المنظر اللي شفته............لقيت اخواني وخواتي متجمعين في غرفتي واللي واضح من ملامحهم انهم عارفين بالموضوع
اول مرة احس اني غريبة عنهم .......كنت واقفة عند الباب وهم كانوا بآخر الغرفة متجمعين جنب بعض وكأنهم كانوا ينتظروني
اول مرة اكتشف ان اخواني كلهم بشرتهم برونزية واني الوحيدة اللي بشرتها بيضاء بحمرة
اول مرة اكتشف ان اخواني يتشابهون ......وانهم يأخذون من ملامح امي وابوي الكثير ...بعكسي انا اللي ماأخذ لامن امي ولا من ابوي
ليش من قبل ماكنت ادقق على امور الشبه ...انا عمري ماقد سئلت نفسي ليش انا ما اشبه لهم
كل هذي الاشياء تأكد أني ماني بنتهم
صحيت من سيل هذي الافكار بيد تمسكني من كتوفي كانت اختي مدى
مدى:اختي الكبيرة
كانت تبكي...... بس بصمت وهدوء
وكانت تضمني بهدوئها البارد
ومانطقت بحرف واحد
ضلينا واقفين.... متعلقة عيوننا ببعض ....احس كل ماجيت
اتكلم ....... خنقتني العبرة ...نزلت راسي للارض لان الموقف فوق طاقتي واحتمالي ...سحبتني هدى لحضنها ..........هدى هذي كانت نقيضي ......................
انا وهي مثل الموجب والسالب ما نجتمع على شئ واحد
كانت تضمني بهستيرية .................
وقالت لي بصوت مبحوح من البكاء:
لاتروحين خليكي والله ماعاد اتمشكل معك
كان قلبي يتقطع وانا اسمع كلماتها
كنت المس يدينها علشان أتأكد انه حلم ومو حقيقية
بعد ماتركتها تقابلت عيني بعين نصفي الثاني.....
ندى.... انااسميها نصفي الثاني لاني انا وهي مثل التوأم نفس الافكار والارآء
ماكانت تبكي زيهم بالعكس الوحيدة اللي شفتها مبتسمه من اول ماطاحت ذي البلوه على راسي
انا اكثر وحدة اعرف ندوي.... هي ماتبغى تبكي
علشان ماأضعف....وابقى قوية
ولكن راحت كل قوتها يوم حضنتها
ضمتني لصدرها بتملك
ضمتني مثل ام تضم طفلها
سحبت نفسي من حضنها وانا محطمة لان علاوي كان يسحبني من حضنها وانا لاول مرة اشوف دموعه...........
قلبه من ذهب .................كان يطالعني بعيونه المليانة بالدموع ......لأول مرة في حياتي أحس أن علي يحبني.....
يمكن لانه كان شديد معي ......ولايحب يمزح مع احد .....ودايم جدي....
........ كان يحضني ويبعدني عن صدره ويتكلم بكلمات مافهمتها ويرجع ويضمني
أنا ما فهتمه لأني كنت مصدومة أول مرة أشوف علي في هذه الحالة........
.بس اللي صدمني اكثر هو اللي كان قاعد ورى علي ....قاعد على الارض ورأسه بين ركبتيه ويبكي زي الاطفال>>> عبد الرحمن (حمني) :
انااحبه مره لانه ما قد رفض لي طلب مهما كان
انا وهو زي الاصحاب نحب نسمع لنفس الاغاني نتابع نفس الافلام ونحب نفس الممثلين والمطربين يعني كان مودنا واحد ..
انحنيت ومسكت بيده ووقفته بعدين حضني ......... بعد فترة سحبت نفسي ومسحت على شعره
وابتسمت له شبح ابتسامة وبعدها رجع لوضعه الاول وهو يبكي بحرقة
قلت لاخواني وانا احس اني جسد نزعت منه الروح:هذي حالتكم وانتم بتفارقون اخت وحدة....لكن وش حالة اللي بتفارقكم كلكم .........
بعيش عند ناس غرب يقولون عنهم اهلي
وكمان بترك شغلي ...وصاحباتي.
..........................
.........
كنت زي الغرقانه اللي تدور أي طوق للنجاة
او تنتظر المنقذ لها من هذة الدوامة
المنقذ الذي يقول لي انا كل هذا حلم
بس للاسف كل شئ حولي حقيقة
كنت اتوقع انه حلم وبأفوق منه
لكن بعد انكسار ابوي
وتوديع وبكاء اخواني
وامي اللي تتحاشى انها تطالعني
تأكدت انها حقيقة
قلت لاخواني:اطلعو ابغى اقعد بروحي شوي..
..احترمو رغبتي بأني بأقعد لوحدي ...فخرجوا وسكروا باب الغرفة وراهم
ونزلت دموعي الحارة وهي تحرق خدودي
عرفت وقتها ان الحزن اللي كنت احس فيه دائما
من يوم انا صغيرة.....هذا هو اللحين يظهر لي
.
..
...
....
......
ألم .. بيني وبين نفسي ..!!
يقول لي .. عطــــــني آمــــالک وخــــذ يـآسـي
وســـــوي من بقايا الحزن في ليـلـک
قصايد // تصبح وتمسي ..!!
وودعهم بعدــه الناس .. تراهم // ما يحبونک ..!!
ترى // ماعاد يبـونــک
لأنــــک .. تختـــلف عــــنهـم
وتلبس ثوبــک الأسود ..!!
مطرَّز بــ الحزن .. والخوف
لأنك تنظر لــ أبعد .. من حدود الــــنظر .. والشـــــوف
وأقـــــــول أحسـن ..!!
أودِّع ناس }
وتبــــکي نــآس
لأن عيون .. بعـــــض الناس
ماتبــــکي ..!!
وش هو شعوري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بعد عشرين سنة وان اسكن في
هذي المدينة
هذا الحي
هذا الشارع
هذا البيت
هذا البيت الصغير اللي كل ذكريات الطفولة والشباب
بين جدرانه
في كل زاوية من هذا البيت لي ذكرى فيها حلوة ....او مرة
بأخرج من هذا البيت بذكريات
بس بأخرج بدون أهلي
طردت هذي الافكار من راسي لاني سمعت آذان المغرب ورحت الحمام اتؤضئ واصلي واتجهز
لاهلي الجدد
رَجَعْ العُمر اللي مات
والضحكات ... والآمال والأحلام والنشوّة بعد
وقمنا انشدد ايدي العمر..} ونترجاه يرحمنا..} ونترجاه يرحمنا..} ونترجاه يرحمنا
<<حان الموعد
خرجنا من الغرفة انا وابوي رايحين للمجلس........وانا افكر كيف شكلهم ....كيف بيستقبلوني .....بياخذوني اعيش عندهم .....اصلاً مارح ارضى اروح معهم ........احس انهم ناس غرب ماهم اهلي.......يمكن بس اروح لهم زيارات .......اما اني اعيش عندهم مستحيل ...احس ان قلبي بيطلع من صدري
حطيت يدي على صدري علشان أهدى شوي..
ابوي ناظرني بعدين مسح على شعري
وقال لي بهمس وحنان :لا تخافين ...انا معك
وبعدها سحبني من يدي ودخلنا
رفعت نظري لشخصان اللي وقفوا من اول مادخلنا انا وابوي ..........الاول كان رجال كبير بالسن..........
عرفت وقتها انه ابو فراس ..........والثاني شاب ثلاثيني وسيم عرفت انه فراس ..........كانت ملابسهم فخمة مرة تدل على انهم اغنياء