[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدخل .. }
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}
وأغلِق ستارُ الحَدَث يا جدّة ~
جَفّت المِياه، سَكَنتِ الرّياح، وتَقشّع مَخِيضُ السّيل عَن كَثِيرٍ مِن الزّبَد .. !
لَم أفقْ مِن سَكْرةِ الخَطْبِ إلا وَوجدتني أسِيرُ تائهةً بَين أرْوِقةِ الشّبكةِ العَنكبُوتِية
أُسَطّرُ جُملة (سُيول جدّة 1432هـ) عَلى قرْطاسِ جوجل
أبْحَثُ عَن شيءٍ أفْتقِدُه { أجْهَلُ ماهِيته
أعَن صور تُحنّط مادفنْتُه فِي الذّاكِرة؟ أمْ حَرفٌ يربتُ عَلى الوَجَعِ ويمسَحُ نُدوب الألَم ؟
وهَالنِي ما قَرَأت، مَا لَو بقِي في قلوبنا رُفاة صَبرٍ لكان كفيلًا بِاندثارِه!
وَيْحَ قومِي ما بالُهم ؟
يَتوارثون أدَاة (لَوْ) بِأعجُوبة
فَـ "لو أخْبَرَتْنَا الجامعة مُبكّرًا لَمَا ذَهَبْنا"، "ولَو ألغوا الدّراسة مِن اليَومِ السّابق لَمَا غَرقْنا"
ورسُولنا عَليهِ الصّلاةُ والسّلامُ يقول: (فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ)
حَتى صَدّق عَليهِم إبليسُ ظَنّهُ وأنْجَزَ وَعْده: {وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}
فتجدُهم (سَاعتَين) يَتحدّثون كَيف حُبسوا وجَاعوا وأُوذوا، و(دقيقةً) فقط يحْمِدون الله عَلى خُروجِهم!! عَلى هامِش الفَضْفَضْة
[.أهَكَذا يُعامِل العبد رَبّه ؟!.]
لَو أراد بَقاءنا فِي المَنْزل لأبْقانا .. ألَم تسمعوا عَن تِلك المُحتجزَة فِي الجَامعة وهِي ليسَت مِن طَالباتها { وإنّما ذَهَبَتْ لحَفْل تَخرّج صَدِيقتِها؟!
والأخْرى التي رَفَضَتْ والدتُها ذَهَابها مُنذ أسْبوعين تقريبًا وهِي لا تَعْلم شيئًا عَن المَطَر، ثُم لمّا وقع ما وقع حَمدتِ الله عَلى ذلك المَنْع!
لا عبث يحدُث فِي أقدار الحَكِيم العَليم ~
{قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ}
نَعَم غَمَرتِ المِياهُ جُزءًا مِنّا
وحُبِس أهلونا حَتى ظُهرِ الخَمِيس ~
وخَرّتِ الأمطارُ مِن أسقُفِنا
وتفطّرت [.قُلوبُنا.] عَلى رِفقتنا المُحتجَزين والمَفقودِين
لكنّه اللهُ { الحَكِيم
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
فَواعجبًا كيفَ تَحوّلَ الماءُ اللطيفُ إلى مُهلِك ..
كَيف استحالَ متاعُ الدّنيا سَرابًا! وسيّاراتُها الفاخِرةُ خَرابًا[.!.]
طُمس رَسْمُها، ذَهَبَ بهْرجهَا
{فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
أحبّتي ..
لا تُحدثوني عَن أمَانة جدّة، والبلدية، و(البَلاّعَات)!! كُل هؤلاء أَسْباب لَو شَاءَ اللهُ أنْ لا تكون لَمْ تكن
حدّثوني عَمّن قدّر علينا هَذا الحَدَث، حدّثوني عَنِ [.الحَكِيم الرّحيمِ اللطِيف.]: هَل كُنّا رَاضِين عنهُ وَقتَ المُصاب ؟
هَل تَرَكْنا كُل الخَلْق واسْتغثنا بِه ولَجَأنا إليْه ؟ أمْ تَعَلّقَت قُلُوبُنا بِطَائراتِ الدّفاع، وسَيّاراتِ المُرور، وفَنَادِق الإيْواء ؟
خُذُوا بِالأسباب لا نَمنعُكم { خُذوها وقَلْبُكم يَائسٌ مِنها مُعلقٌ بِربّكم
كَم سَمِعنا ورأينا مِمّن كانتِ الأسبابُ عِند أقدَامِهم فلمْ ينتفعُوا بِها، سيّاراتُهم بِالخارجِ ولا يستطِيعُون الحِرَاك! هَواتِفهم بَين أيْديهِم ولا شَوَاحِن .. !
مَحفُوظُون بِالسّيارةِ سَالمِون، حتى إذا أتَى مَن ينتشِلُهم لِيُنقذهم سَقَطوا فِي السّيل وسَقَطَ مَعَهم
ألَيسَ ذلك وَاقعًا يَا أهْل جدّة ؟
ألا يكُونُ الطّفل بَين يدَي إخوتِه يَغرقُ ويظنّونهُ يَلْعَب؟!
ألا يَأتِي عَلَينا اللّصوصُ فنَسْتنجِدُ بِأقربِ الناسِ إلينا، فَنجدُهُ أوّل مَن يهرُب؟!
وفِي المُقابل، ألم تُحبس طالبات فِي مبنىً لا يَدري عَنهُم أحد، فَسِيقت إليهِم الأطْعِمةُ والأشرِبةُ سَوْقًا[.!.]
{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ}
لنعلَمَ أنّ المُلك مُلكه، والرّزقَ رِزقُه { ومَن آوى إلى اللهِ آواهُ الله
وأنّ الخَلْقَ فُقراءٌ ضُعَفاء {فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا}
{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}
احْفظُوا اللهَ يا كرامُ يحْفظكم، وثِقوا بِلُطفِه ورَحْمتِه وحِكْمتِه
{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ}
{إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}
يَسُوقنا لِمنازلِ الجِنان العَاليةِ مِن حيثُ لا نُحِب .. يُقدّر عَلينا الأمُورَ التي نَكرهُها لأنّ صَلاحنا وسَبْقُنا للفردوسِ عَن طريقِها
فالحَكيمُ أعْلمُ بِقلوبِنا ومَا يصْلُح لها، وهو أرْحمُ بالمُشرّدينَ مِن آبائِهم وأمّهاتهم
لنَقُل وكُلّنا ثِقة: "واللهِ لا يُضيّعنا الله، واللهِ لا يَخذُلنا"
ثم لنستغْفِر رَبّنا ونتُبُ إليهِ عَلّ البلاء أنْ يُرفعَ عَنا {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}
ولنكُن آمِرين بِالمعروفِ نَاهِين عَنِ المُنكر { لِئلاّ يكثُر الخَبَث فَنهلكَ وفِينا الصّالحون
ألا وإنّ إطْباق َالشّفتينِ -إلا عَن الخيرِ- عند حَرارةِ الحَدَثِ لعقارٌ ناجِح .. خُصوصًا للمُصابِين بِحُمّى القلبِ الجزِع اليائس
حَتى إذا اعْتَدَلَتْ مُناخاتُ السّخطِ مِمّن حَولنا وانخَفَضَتْ درجةُ غَلَيَانِ صُدورِنا .. أطْلقْنا لألسنتنا عَنَان البَوحِ بِما يزيدُنا وغَيرنَا رِضًا عنهُ سُبحانه ~
نعم نُقِرّ بتضييعِ الأمَانة ونُطالِب بِالمُحاسبة، لكِن بما يُرضي الله يا بَشَر، لا نتركُ ألسنتنا سَائبةً لا تُبقي ولا تَذَر !!
بل نتعدّى إلى تلقينِ أبنائنا فَنّ الـ .....! فيمرّ الرجلُ على مَبْنى البلديةِ قائلًا لصَغيرِه "ترى كُلهم حَرَامِيّة !!"
ويبُثّ آخرون لِعانهُم ونُكاتهم حيًا عَلى صفحاتِ البلاك بيري والبَريد الإلكتروني
فهنيئًا لهمُ وِسامُ خِفّة الدم .. وشَرَف الاجتماعِ بِكُل هؤلاءِ الآلافِ يَوم التّناد، ليُحاسِبهمُ المَلِكُ الديّان عَما نَعتوهمْ بِه فردًا فردا
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}
فَيَا آل جدّة صبرًا صبرًا ..
أخادِيدُ جِراحنا ستُضمد
ورَعْشةُ قُلوبِنا ستسكن
ولَوعةُ فَقْدِنا ستُلثم
وحقّنا الضّائعُ سيُرد
وعِند اللهِ تجْتمعُ الخُصُوم
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}
وعَروسَ البحرِ يا جدّة .. { فِي رعايةِ اللهِ وحفظه
منقول
مدخل .. }
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}
وأغلِق ستارُ الحَدَث يا جدّة ~
جَفّت المِياه، سَكَنتِ الرّياح، وتَقشّع مَخِيضُ السّيل عَن كَثِيرٍ مِن الزّبَد .. !
لَم أفقْ مِن سَكْرةِ الخَطْبِ إلا وَوجدتني أسِيرُ تائهةً بَين أرْوِقةِ الشّبكةِ العَنكبُوتِية
أُسَطّرُ جُملة (سُيول جدّة 1432هـ) عَلى قرْطاسِ جوجل
أبْحَثُ عَن شيءٍ أفْتقِدُه { أجْهَلُ ماهِيته
أعَن صور تُحنّط مادفنْتُه فِي الذّاكِرة؟ أمْ حَرفٌ يربتُ عَلى الوَجَعِ ويمسَحُ نُدوب الألَم ؟
وهَالنِي ما قَرَأت، مَا لَو بقِي في قلوبنا رُفاة صَبرٍ لكان كفيلًا بِاندثارِه!
وَيْحَ قومِي ما بالُهم ؟
يَتوارثون أدَاة (لَوْ) بِأعجُوبة
فَـ "لو أخْبَرَتْنَا الجامعة مُبكّرًا لَمَا ذَهَبْنا"، "ولَو ألغوا الدّراسة مِن اليَومِ السّابق لَمَا غَرقْنا"
ورسُولنا عَليهِ الصّلاةُ والسّلامُ يقول: (فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ)
حَتى صَدّق عَليهِم إبليسُ ظَنّهُ وأنْجَزَ وَعْده: {وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}
فتجدُهم (سَاعتَين) يَتحدّثون كَيف حُبسوا وجَاعوا وأُوذوا، و(دقيقةً) فقط يحْمِدون الله عَلى خُروجِهم!! عَلى هامِش الفَضْفَضْة
[.أهَكَذا يُعامِل العبد رَبّه ؟!.]
لَو أراد بَقاءنا فِي المَنْزل لأبْقانا .. ألَم تسمعوا عَن تِلك المُحتجزَة فِي الجَامعة وهِي ليسَت مِن طَالباتها { وإنّما ذَهَبَتْ لحَفْل تَخرّج صَدِيقتِها؟!
والأخْرى التي رَفَضَتْ والدتُها ذَهَابها مُنذ أسْبوعين تقريبًا وهِي لا تَعْلم شيئًا عَن المَطَر، ثُم لمّا وقع ما وقع حَمدتِ الله عَلى ذلك المَنْع!
لا عبث يحدُث فِي أقدار الحَكِيم العَليم ~
{قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ}
نَعَم غَمَرتِ المِياهُ جُزءًا مِنّا
وحُبِس أهلونا حَتى ظُهرِ الخَمِيس ~
وخَرّتِ الأمطارُ مِن أسقُفِنا
وتفطّرت [.قُلوبُنا.] عَلى رِفقتنا المُحتجَزين والمَفقودِين
لكنّه اللهُ { الحَكِيم
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
فَواعجبًا كيفَ تَحوّلَ الماءُ اللطيفُ إلى مُهلِك ..
كَيف استحالَ متاعُ الدّنيا سَرابًا! وسيّاراتُها الفاخِرةُ خَرابًا[.!.]
طُمس رَسْمُها، ذَهَبَ بهْرجهَا
{فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
أحبّتي ..
لا تُحدثوني عَن أمَانة جدّة، والبلدية، و(البَلاّعَات)!! كُل هؤلاء أَسْباب لَو شَاءَ اللهُ أنْ لا تكون لَمْ تكن
حدّثوني عَمّن قدّر علينا هَذا الحَدَث، حدّثوني عَنِ [.الحَكِيم الرّحيمِ اللطِيف.]: هَل كُنّا رَاضِين عنهُ وَقتَ المُصاب ؟
هَل تَرَكْنا كُل الخَلْق واسْتغثنا بِه ولَجَأنا إليْه ؟ أمْ تَعَلّقَت قُلُوبُنا بِطَائراتِ الدّفاع، وسَيّاراتِ المُرور، وفَنَادِق الإيْواء ؟
خُذُوا بِالأسباب لا نَمنعُكم { خُذوها وقَلْبُكم يَائسٌ مِنها مُعلقٌ بِربّكم
كَم سَمِعنا ورأينا مِمّن كانتِ الأسبابُ عِند أقدَامِهم فلمْ ينتفعُوا بِها، سيّاراتُهم بِالخارجِ ولا يستطِيعُون الحِرَاك! هَواتِفهم بَين أيْديهِم ولا شَوَاحِن .. !
مَحفُوظُون بِالسّيارةِ سَالمِون، حتى إذا أتَى مَن ينتشِلُهم لِيُنقذهم سَقَطوا فِي السّيل وسَقَطَ مَعَهم
ألَيسَ ذلك وَاقعًا يَا أهْل جدّة ؟
ألا يكُونُ الطّفل بَين يدَي إخوتِه يَغرقُ ويظنّونهُ يَلْعَب؟!
ألا يَأتِي عَلَينا اللّصوصُ فنَسْتنجِدُ بِأقربِ الناسِ إلينا، فَنجدُهُ أوّل مَن يهرُب؟!
وفِي المُقابل، ألم تُحبس طالبات فِي مبنىً لا يَدري عَنهُم أحد، فَسِيقت إليهِم الأطْعِمةُ والأشرِبةُ سَوْقًا[.!.]
{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ}
لنعلَمَ أنّ المُلك مُلكه، والرّزقَ رِزقُه { ومَن آوى إلى اللهِ آواهُ الله
وأنّ الخَلْقَ فُقراءٌ ضُعَفاء {فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا}
{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}
احْفظُوا اللهَ يا كرامُ يحْفظكم، وثِقوا بِلُطفِه ورَحْمتِه وحِكْمتِه
{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ}
{إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}
يَسُوقنا لِمنازلِ الجِنان العَاليةِ مِن حيثُ لا نُحِب .. يُقدّر عَلينا الأمُورَ التي نَكرهُها لأنّ صَلاحنا وسَبْقُنا للفردوسِ عَن طريقِها
فالحَكيمُ أعْلمُ بِقلوبِنا ومَا يصْلُح لها، وهو أرْحمُ بالمُشرّدينَ مِن آبائِهم وأمّهاتهم
لنَقُل وكُلّنا ثِقة: "واللهِ لا يُضيّعنا الله، واللهِ لا يَخذُلنا"
ثم لنستغْفِر رَبّنا ونتُبُ إليهِ عَلّ البلاء أنْ يُرفعَ عَنا {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}
ولنكُن آمِرين بِالمعروفِ نَاهِين عَنِ المُنكر { لِئلاّ يكثُر الخَبَث فَنهلكَ وفِينا الصّالحون
ألا وإنّ إطْباق َالشّفتينِ -إلا عَن الخيرِ- عند حَرارةِ الحَدَثِ لعقارٌ ناجِح .. خُصوصًا للمُصابِين بِحُمّى القلبِ الجزِع اليائس
حَتى إذا اعْتَدَلَتْ مُناخاتُ السّخطِ مِمّن حَولنا وانخَفَضَتْ درجةُ غَلَيَانِ صُدورِنا .. أطْلقْنا لألسنتنا عَنَان البَوحِ بِما يزيدُنا وغَيرنَا رِضًا عنهُ سُبحانه ~
نعم نُقِرّ بتضييعِ الأمَانة ونُطالِب بِالمُحاسبة، لكِن بما يُرضي الله يا بَشَر، لا نتركُ ألسنتنا سَائبةً لا تُبقي ولا تَذَر !!
بل نتعدّى إلى تلقينِ أبنائنا فَنّ الـ .....! فيمرّ الرجلُ على مَبْنى البلديةِ قائلًا لصَغيرِه "ترى كُلهم حَرَامِيّة !!"
ويبُثّ آخرون لِعانهُم ونُكاتهم حيًا عَلى صفحاتِ البلاك بيري والبَريد الإلكتروني
فهنيئًا لهمُ وِسامُ خِفّة الدم .. وشَرَف الاجتماعِ بِكُل هؤلاءِ الآلافِ يَوم التّناد، ليُحاسِبهمُ المَلِكُ الديّان عَما نَعتوهمْ بِه فردًا فردا
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}
فَيَا آل جدّة صبرًا صبرًا ..
أخادِيدُ جِراحنا ستُضمد
ورَعْشةُ قُلوبِنا ستسكن
ولَوعةُ فَقْدِنا ستُلثم
وحقّنا الضّائعُ سيُرد
وعِند اللهِ تجْتمعُ الخُصُوم
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}
وعَروسَ البحرِ يا جدّة .. { فِي رعايةِ اللهِ وحفظه
منقول