جلست يومًا على شاطئ الحياة ... وإذا بمحارة يجرفها الشاطئ إليّ ... ففتحتها وإذا بها لؤلؤة جميلة ... شدني بريق لمعانها ولطف ملمسها ... وشعرت بأنها تقصدني لذلك أتت نحوي ... وانتابني شعور بالقرب تجاهها فعزمت على الاحتفاظ بها كما هي : لؤلؤة في محارة ... لتبقى كما هي محتفظة بجميع صفاتها ... .
ثم جرت الأيام بنا ، ونمت المشاعر بيننا ؛ فأسكنتها لؤلؤة في لبّ قلبي وهي بين يدي : لؤلؤة في محارة ... .
عشنا الحياة سوية ... نتعارك مرة ونتسامح مرات عديدة ... نروق ساعات ونستأنس لحظات أليفة ... نغيب عن بعضنا ولكن ... يبقى الوصال إحساسًا لا يغيب ... .
تميزنا بالشعور الواحد ، فكنت كلما هممت أو تحدثت بما في قلبي ؛ وجدت ذاته فيها ... تعجبت ولكن لمَ العجب فهي لؤلؤة في محارة ... .
كانت ولا زالت بحق لؤلؤة في محارة ... فقد علمتني سهولة الحياة ... والتواصل ... والتفكير بإيجابية ... ألهمتني إحساسي الداخلي ... وأشعرتني بحس الحياة الذي بين دواخلي ... أبكتني بألم ولكنها ... علمتني ... .
كانت كلمّا تغيب عني أعاتبها لشدة فقدي لها ... ولكنها تردد علي دائمًا : تواصلنا مع الحياة ... فتواصلي معك ليس لحظيًّا بل حياتيًّا ... تقبلته بكلّ فرح رغم مخالفته لهواي ، ولكنني اكتشفت حينها بأنني لديها إحساس من الداخل لا يغيب مهما غيبني الزمن عنها ... وأنني الحسّ الذي تعيشه رغم غياب شخصي لديها ... .
أدركت حينها بأنها الإحساس الذي افتقدته زمن عمري ... فعزمت أن تكون ساكنة لب قلبي لؤلؤة فيه وقلبي لها المحارة التي تحميها من عواصف مشاعري المتقلبة ... أردتها أن تبقى بداخلي لا تغيب مهما غيب الزمن مشاعري في الحياة ... أردتها بشعاعها تُلهم قلبي حبه لما حوله ... وإيجابيته وتفاؤله في الحياة ... أردتها تسكن قلبي لتظل معي أينما رحلتُ وتوجّه بي طريقي ... أردتها ... نعم أردتها هي فقط لا سواها ... .
وها أنا اليوم أدوّن ما أكنّه لها وكلّي إحساس بالحبّ الصادق معها في لحظات أفتقد فيه حسها عني لتغيبها وأنا في أشد شوقي لها ... لا حرمني الله منها ... .
هذه قصة حبي مع ... اللؤلؤة التي في المحارة ... .
بقلمي .... الشروق ....