السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... .
صباح الخير ... صباح النور والعافية للكل ... صباح ملؤه السعادة رزقنا الله اياها وأدامها علينا ... اللهم آمين .. .
لازلنا في سلسلة من النصائح في القسم الأخير ... إليكم إضاءة اليوم :
للتبسم تأثير هائل على الحالة النفسية للإنسان على نحو لا يدركه كثير من الناس ... .
إن أحوال الروح تابعه لأوضاع البدن , فبمجرد أن تنفرج أسارير الإنسان , ويضحك أو يبتسم , ينشأ تيار من السرور والاستبشار , ليجتاح النفس , ويغير في وضعيتها ... .
ومن الصعب أن يبتسم المهموم أو المكتئب دون أن يطرأ تغيير فوري على حالته النفسية ؛ ومن هنا عدّ – عليه الصلاة والسلام – التبسم نوعاً من المعروف أو الإحسان حين قال : " تبسمك في وجه أخيك صدقةٌ " ... .
وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلِق " ... .
حين يبتسم الإنسان في وجه اخيه , فإنه يحسن إلى نفسه أولا بدفع حالته النفسية نحو الانشراح والسرور, ويحسن إلى الذين يبتسم في وجوههم حين يشبع فيهم مثل ذلك ... .
إن من طبيعة السرور أنه ينتقل بالعدوى بل لا يتم إلا إذا جرى فيه التبادل.حين نضحك معا لسماع طرفة أو حكمة أو خير أو تذكر شيء جميل أو توقع شيء محبوب, فإننا نغمر أنفسنا بمشاعر الأخوة والزمالة والمساواة, وتزول الفوارق الثقافية والاجتماعية بلمحة بصر ... وحين تلتقي أعيننا ببعضها و نحن في ذروة الضحك والانفعال السار الذي تحدثه الطرفة أو الدعابة, فإنه يحدث نوع من التفريج عن الكروب العصبية و النفسية, وتبادل مشاعر العرفان والثقة والتفوق والانفتاح والألفة والعفوية.وكأن الطرقة تحول أهل المجلس إلى عناصر كيميائية جمعتها خلطة واحدة , فأخذت تتفاعل على نحو مدهش وعجيب ... .
في الدعابة تظهر براءة الإنسان, ويذهب عنه التكلف والاحتشام المصطنع, كما أن في أمانا من بعض الكبر. وقد كان عليه الصلاة والسلام يداعب أصحابه, ويضحك مما يضحكون منه,ويعجب من الأمور التي يعجبون منها ... .
إن الابتسامات التي نوزعها على من نعرف,وعلى من نحب وعلى من نلاقيه هنا وهناك ممن نعرف وممن لا نعرف قد ننظر إليها على أنها أشياء ضئيلة أو تافهة, لكنها إذا ما نثرت على طول طريق الحياة فإن الارتياح والاغتباط الذي تصنعه , قد يصعب تخيله !!... .
لنحاول ألا نصدم أحدا , ولا نسرق السرور من قلب أحد وألا نحطم الأمل في قلب بشر . إن الصوت الذي يرن بالرقة واللطف للصغير والكبير يجلب للناس غبطة لا مثيل لها ... .
ودمتم مبتسمين ... .