بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي سهل لعباده الى مرضاته سبيلا واوضح لهم الهدايه وجعل الرسول عليها دليلا ورضي لهم نفسه ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسم رسولا ..واشهد ان لااله الا الله واشهد ان محمد عبده ورسوله .. اما بعد ... فهذه رحلة مع مشتاق نعم مشتاق الى دخول الجنات ورؤية رب الارض والسموات انه حديث المشتاقين ..المعظمين للدين هم الذين يشتاقون للجنه والذيتعرضون للشهوات واللذات فلا يتلفتون اليها واعظم ماقربهم الى ربهم ثباتهم على دينهم وسرعة توبتهم انهم قوم اذا ذكروا ذكروا واذا خوفوا من عذاب الله انزجواوكما قال الله تعالى ((اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ))وانظر الى ذاك الشاب الظر الذي نشأ في بيت عز وسلطان ومتعه ومكان انه سلمان الفارسي الذي كان يعبد النار وكان ابوه سيد قومه فلم يعجبه هذه العيشه ولا تمتع فيه وللم يجد راحة فيه فكان يبحث عن شي اهم من الفت فسأل وسعى حتى لقى النبي صلى الله عليه وسلم وقد وصفه له احد من الانصار فلما قبل عليه قبله وبكى فرحبا به الرسول وشعر وقتها بالهدايه والايمان والراحه فظل معه حتى مات وذهب الى الجنه دار البقاء .. ومن يشتاق الى الهدايه ولكن يمنعه منعا بغضه لبغض الصالحين او تجده يعلق صلاحه واستقامته باشخاص يعينونه على الدين فاذا فسدت احوالهم او فرق الدهر بينهم انتكس عن الدين وعصى رب العالمين وذا حال المرتدين ..حتى قال ابو بكر رضييي الله عنه ((من كان يعبد محمدا فأن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فأن الله حي لايموت ومن تقرب اليه شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب اليه ذراعا تقرب اليه باعا )0
وان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر اصحابه بالبيت الحرام وحثهم على التسابق عليه فجهزوا وخرج النبي مع الف واربعمائه من اصحابه مهللين بالعمرهملبين يتسابقون الى البلد الامين
ومهما اشتد البلاء فهو قليل مادام ان الجنة هي الجزاء يستشعر العبد وقت بلائه وان الله قريب مجيب يسمع آناته ويجيب دعواته وان الله لايضيع اجر المحسنين فمن تصبر على مفارقة الشهوات وغض البصر على المحرمات وحفظ سمعه عن الاغنيات
نعم هو رب رحيم .. حياة القلوب في محبته .. وأنس النفوس في معرفته ..
وراحة الأبدان في طاعته .. ولذة الأرواح في خدمته ..
وكمال الألسن بالثناء عليه وذكره .. وعزها
أما أهل معصيته فلم يقنطهم من رحمته .. فإن تابوا فهو حبيبهم .. وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم .. يبتليهم بأنواع المصائب .. لييغفر لهم المعائب بالتعبد له وشكره ..
وبعض الناس .. تشتاق نفسه إلى الهداية ..
لكنه يمنعه الكبر من اتباع شعائر الدين ..
نعم يتكبر عن تقصير ثوبه فوق الكعبين .. وإعفاء لحيته ومخالفة المشركين .. فجمال مظهره أعظم عنده من طاعة ربه ..
وبعض النساء كذلك .. لا تزال تتساهل بأمر الحجاب .. حرصاً على تكميل زينتها .. وحسن بزتها .. أو تعصي ربها بنتف حاجبها .. أو تضييق لباسها .. وإذا نصحت استكبرت وطغت ..
ولا يدخل الجنة من كان في قلبه وقد يرغب المرء في الهداية .. ويستقيم عليها زماناً .. ثم يغرى بمتع الدنيا .. إما بجاه .. أو وظيفة .. أو مال .. أو صداقة .. فيترك دينه لأجلها ..
أو يلتف عليه أقران يزينون له الشهوات .. ويدعونه إلى الملذات .. فيشاركهم في منكرهم .. ويسكت عن معصيتهم مثقال ذرة من كبر .. فكيف إذا كان هذا الكبر مانعاً من الهداية .
فهم في روضاتها يتقلبون .. وعلى أسرتها يتكئون ..
ومن ثمارها يتفكهون .. ويطوف عليهم ولدان مخلدون ..
يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفداً..ويساق المجرمون إلى جهنم ورداً ..
فواعجباً لها كيف نام طلابها ؟ وكيف لم يتسابق إليها عشاقها !
وربهم يناديهم بقوله :
{ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ } ..
وختاماً .. فإن من وسائل الثبات على الدين ..
أن يتصور العبد عاقبة صبره على الطاعات .. ومجانبة المحرمات ..
فكيف يبيع العاقل ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ..ولا خطر على قلب بشر
بعيش زائل كأنه أحلام ..
كيف تباع جنةٌ عرضها الأرض السموات .. بسجن مليء بالبليات ..
ومساكنُ تجري من تحتها الأنهار .. بأعطان آخرها الخراب والبوار ..
وكيف تباع أبكارٌ كأنهن الياقوت والمرجان .. بقذرات دنسات مسافحات ..
وأنهارٌ من خمر لذة للشاربين .. بشراب مفسد للدنيا والدين ..
وكيف تباع لذة النظر إلى وجه العزيز الرحيم .. بالنظر إلى وجه فاجرة قبيح دميم ..
. أيها الأخوة والأخوات ..
هذه وسائل الثبات .. لمن أراد السلامة والنجاة ..
ونحن في زمن كثرت فيه الفتن .. وتنوعت المحن ..
فتن تفتن الأبصار .. وأخرى تفتن الأسماع .. وثالثة تسهل الفاحشة .. ورابعة تدعوا إلى المال الحرام ..
حتى صار حالنا قريباً من ذلك الزمان .. الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي والحاكم وغيرهما : ( فإن وراءكم أيام الصبر .. الصبر فيهن كقبض على الجمر .. للعامل فيهن أجر خمسين منكم .. يعمل مثل عمله ..
قالوا : يا رسول الله .. أو منهم .. قال : بل منكم .. ) .. حديث حسن
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفعل الخيرات .. وترك المنكرات ..
وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك ..
وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله ..
]