هذه قصة صالح من أهل نجد نقلتها لكم من كتاب الوالد حفظة الله تعالى ,,
كان رجل من قرى نجد كان شجاعاويذهب مع العقيلات إلى البلدان المجاورة مثل الشام والعراق وفلسطين ,,
وكان محبوبا من عقيل ,وكانت أمة تقول : لا تطول أنا ما أصبر عنك أزود من شهر ,
ولكن الظروف ماتجي على المطلوب ,
سافر صالح وأطال الغياب على والدته وهي تتوجد علية
وعلى شوفه, لعله يجي تبرد حرارة قلبها ,
وكل يوم تنشد عقيل : هل جاء منهم أحد؟وهل الذي جاء شاف ابنها ,
وكذلك طالت المدةعلى أم صالح فقالت هذه الأبيات ,
تشوفي يالعين ماجوا عقيلات .....ودي اشوف اخبار هالمقبلين
ياطارش من فوق حيل معفاة ......اوقــف ابوصــيك للطـــارشين
لى شفت صالح بالديار البعيدات ......سلم علية وقول له يجيني
قل له ترى أمك ماتهنت بلذات .........ولا تنام الليل وقلبه حزين
هذي ثلاث اعوام ما ذقت راحات ...دايم هواجيسي بشوفة جنيني
قل له: يجي ماريد زود الجنيهات ...ودي بشوفه قبل يومي يجيني
هذا وكان صالح قد بلغ في الغربة أربع سنوات , فلما أراد أن يرجع إلى
أهله أشترى له ناقة وجمع ما أراد أن يحضره معه إلى أهله مما غلا
ثمنه وخف حمله ,واتفق مع جماعته بالرجوع إلى نجد وكانوا خمسة
عشر رجلا,
وكل واحد على ناقته ومعلوم أنهم يختارون من الإبل الطيبات لأن
المسافة بعيدة, والسفر شاق.
ومشوا من الشام متجهين إلى نجد وفي أثناء الطريق لقيهم قطاع
الطريق وأنزلوهم عن الأبل بالقوة ,
وما كان من صالح إلا أنه أخذيطاردهم ليتحصل على ناقته ,
فقام أحد الحرامية وضرب صالح مع ساق الرجل فكسره
فسقط صالح على الأرض لم يقدر يتحرك وذهب الأعداء بجميع إبل
العقيلات وبقي صالح مكسورا واتفقواجماعته أنهم يذهبون ويتركونه
للسباع لأنه ما في ايديهم حيلة على حملة ,
وليس قربهم بلد ,ومشوا وتركوه يبكي ويتلوى من شدة الوجع .
ولما صار بعد غروب الشمس أيقن أنه هالك لا محالة حيث إن السباع
كثيرة في هذه الأرض , وبعد قليل من غروب الشمس إذاهو
يسمع صوت المشي قريب منه ومتجه إليه فقال : في نفسه لعله سبع يأكلني واستريح
وإذا الذي يسمع رجل معه حمار ,
والرجل شايب فقال بالحال : وش انت ياهالسمار, وكان صالح خايف
وعطشان وفيه كسر شديد , فقال أنا مكسور الساق ,
فقال : الشايب يالله الخيره من الذي كسرك؟قال: الحرامية.
وكان الشايب قوي فشال صالح بين يديه وأركبه على الحمار وذهب
به إلى بيته الذي بين الجبال ,وهذا الشايب من الذين يصيدون الظباء
ويسمى لحمها الجلاء في ذلك الوقت فلما وصل إلى بيته
أنزله برفق وقال لزوجته وعياله,
هذا الرجل عتيق إن شاء الله ,وقام وجبر ساقه وكان ماهرا
بهذا العمل
ومن الصدف ان الذي كسر رجل صالح ابن هذا الشايب كان مع
الحرامية وبعد ما خلص من تجبير صالح وإذاالحرامي يصل
إلى بيت أبية وكان الحرامي له بيت خاص ليس تبع والده ,
ولكن أراد أن يعطي والده من الكسب ,وكانت الناقة التي مع الحرامي
هي ناقة صالح ,فلما سلم على أبيه وهو لم ير ( صالح )من أجل
أنه لايذ عن دربه وصالح شاف ناقته وجلس الحرامي عند والدته يسلم
عليها وذهب الشايب إلى صالح عساه ارتاح فلما سأله عساك ارتحت
إذا هو يبكي فقال الشايب : ماهذا البكاء؟زاد عليك الوجع
ياولدي؟ فقال: لا والله سكن الوجع الله يبرد قلبك بالجنة , ولكن الناقة الذي
أناخت هي ناقتي فقال : الشايب اقصر صوتك وابشر بها إن الذي جابها هو ولدي
فسكن صالح وفرح بقول الشايب ,
رجع الشايب إلى ابنه وقال الحذية ياولدي من هاالمكسب
الذي معك فقال ابشر ياوالدي بالذي تبي فقال: أبي الناقة والذي عليها,
وإن كان أخذت منها شيء فرده عليها ,فقال ابنه : تهون علي
ياوالدي , والله ما أخذت من عليها شيء إلا هذا العصا وهاك إياه ,
وقام الحرامي وقبل رأس أبيه, وذهب إلى بيته على رجليه والناقة
لم ينزل الذي عليها ومعقولة عند البيت , وكان عليها من الفلوس
ثمان مئة نيرة وعليها أصناف غيرها ,فقام الشايب إلى الناقة وقربها
إلى صالح وعقلها بجانبه ,وقال هذه ناقتك , وانزل جميع الذي
على الناقة وجعله عند رأس صالح وقال ابشر ياولدي
إنك بعد الشفاء سوف تذهب إلى أهلك حيث إننا على طريق
عقيلات كل أسبوع يمر منهم جماعة ,اطمئن
وأما جماعة صالح الرخوم فإنهم مشوا على رجليهم يتخطرون من بلد
إلى بلد حتى وصلوا إلى أهلهم , وحال ما وصلوا
ذهبت أم صالح تسألهم عن ابنها فقال أحدهم : إنه مكسور ,
وأخذ الذي معه وطايح في أرض كلها سباع ,
والله ماتشوفينه غير ماشفتيه ,فأغمي عليها وجزعت على موته
وكل من سألها عنه قالت : ذبحوه الحرامية .
أما صالح فإنه جلس عند الشايب تسعين يوم وهو لا يأكل إلا لحم ظباء
وجبرت رجله تمام .
وكان الشايب يدعى أبو ماجد , وفي اثناء مرضة قال صالح هذه الأبيات ,,
قال الذي دمعه على الخد سكاب ,,, من رجله اللي ساقها كسرتين
لومي على ربع وانا احسبهم اصحاب ,,,,خلون في دو من البر ويني
لي صارت الرفقة هيوس بلا اذناب ,,,, ماواحدمنهم قعد يحتريني
خمسة عشر رجال مافيهم اجناب ,,,,مامنهم الوافي بدنيا ودين
لين قال ..
احذرك ياللي بعدنا تخاوي أزلاب ,,,, لا تخاوي إلا كل شهم فطين
شين الرخامة لي تعلت على الشاب,,,بعض النساء تفوق عن الخايبين
سباع تحوفني وهي ترعب ارعاب ,,,, ايقنت بالموت الحمر يقتفيني
الله رحمني يوم قلوا الاصحاب ,,,,لا حولي ديار ولا احد يعتنيني
سخر لي الشغوم قرب لي اركاب ,,,,شالن وحطن فوق حمار متين
لين قال ,,
تسعين ليلة داخل البيت برحاب ,,,,ماكولي من الغزلان عفرا سمين
واللي ابيته ما تضايق ولا عاب ,,,,ولا بهم من كدرن أو يهين
في كل صبح يكلمونن بترحاب ,,,,وش لون رجلك يالحبيب الثمين
ما عمرهم ضاقوا ولا جاني اعتاب ,,,,كني من عيال لهم مرضعيني
وبعد ما تم عند أبو ماجد ثلاثة أشهر مشى على رجله ,
فقال لبو ماجد :ودي ترخص لي أروح للوالدة لعلي أجدها على قيد الحياة ,
فقال أبو ماجد : ابشر ياصالح بس انتظر الذي يأتون من عقيل
حتى تخاويهم ,الدرب شين ولا كل جماعه يصلحون للخوة,
انتهى الجزء الأول
نلتقي في الجزء الثاني ان شاء الله على خير ,